حماه مع التفاصيل
2009-09-09حماة مدينة قديمة كان أسمها إيماتا وتعود تسميتها إلى كلمة حَمَثَ في الكنعانية والآرامية وتعني الحصن، ومن أسمائها أبيفانيا في العصر الهلنستي نسبة إلى الملك السلوقي انطيوخوس أبيفانيوس وعرفت بهذا الاسم حتى العصر الروماني حين عاد اسمها القديم، وتشتهر باسم مدينة أبي الفداء وهو عماد الدين إسماعيل الملك الإيوبي والجغرافي المعروف 678-731ه/1273-1331م.(5)
وتدل التنقيبات الأثرية أن موقع القلعة الحالي كان أول تجمع سكاني فيها انتشر منها فيما بعد إلى منطقتي المدينة وباب الجسر. وقد تعاقب عليها الكنعانيون والحثيون والآراميون والآشوريون والكلدانيون والفرس والرومان قبل أن تبلغها الموجة العربية الإسلامية عام 638م مع دخول جيش أبي عبيدة بن الجراح، وازدهرت في العصرين الزنكي والأيوبي ولا سيما من الناحيتين العلمية والعمرانية.
وظلت تعمل خلال تاريخها الحديث محافظة على موقعها التاريخي المتميز فقامت بدور نضالي بارز زمن الحكم العثماني تعاظم هذا الدور إبان حقبة الانتداب الفرنسي.
وتتوزع الأبنية القديمة في مدينة حماة على جانبي نهر العاصي في شطرين اثنين: الحاضر على يمين النهر، ويضم عدداً من الأحياء التقليدية شمال النهر وعلى جانبي الطريق الذاهبة إلى حلب، مثل باب الجسر والزنبقي وبين الحيرين والبارودية الشرقية والبارودية الشمالية. والمدينة أو السوق على يساره، وتضم المدينة عدداً من الأحياء التقليدية على مقربة من النهر: مثل باب الجسر والمدينة والباشورة والجعابرة وباب قبلي والجراجمة وجورة حواء وسوق الشجرة.
الطريق الى حماه :
تجاور محافظة حماة حمص من الشمال، مدنية حماة مركز المحافظة 205 كم شمال دمشق وتمتد امتداداً طولانياً من الغرب إلى الشرق، وبذلك تتدرج أراضيها من الغابات والأحراش الجبلية على السفوح الشرقية لجبال الساحلية في الغرب، إلى وسط البادية السورية في الشرق. ومع هذا التنوع الطبيعي يوجد تنوع بشري وعمراني وتاريخي ملفت للنظر. ومدينة النواعير الشهيرة .
في حماة عدد من الجوامع القديمة أهمها: جامع النوري وجامع الحسنين وجامع أبي الفداء. وفيها بيمارستان النوري، وخانات أثرية، أهمها خان أسعد باشا العظم وخان رستم باشا. كما يوجد فيها عدد من الحمامات القديمة والأسواق الشرقية المسقوفة. وإضافة إلى ما سبق هناك قصر العظم، ومتحف حماة التاريخي الذي يضم معروضات من آثار المحافظة. وتشهد مدينة حماة سنوياً تظاهرة تجارية وفنية عبر مهرجان الربيع الذي يُقام في شهر نيسان.
أهم المدن الأثرية في محافظة حماه :
مدينة أفاميا الأثرية؛التي لا تقل في عظمتها كثيراً عن عظمة تدمر. وأشهر ما فيها ماثلا للعيان حتى الآن: شارع الأعمدة المستقيم، والمسرح، والحمام الروماني، والآغورا، وبعض الكنائس البيزنطية. وتقع أفاميا إلى الشمال الغربي من مدينـة حماه بنحو (55كم). وتطـل عليها من الغرب قلعة المضيق المشرفة غرباً على سهل الغاب، وكانت تلك القلعة بمثابة حصن لأفاميا.
خرائب الأندرين: واحدة من المدن الميتة ذات الشهرة بعمرانها وكرومها وخمورها وأقنيتها المائية. وموقعها إلى الشمال الشرقي من مدينة حماه بنحو (80كم) عند حدود محافظة حماه مع محافظة حلب.
وفي محافظة حماه العديد من القلاع الأثرية، منها:
قلعة مصياف في مدينة مصياف غربي حماه بنحو 45كم
قلعة أبو قبيس بالقرب من قرية أبو قبيس على السفح الشرقي للجبال الساحلية.
قلعة برزيه المطلة على الجزء الشمالي من سهل الغاب.
قلعة شميميس غرب شمال غرب سلمية بنحو 3كم.
– كما تعد مدينة مصياف (45 كم غرب حماه) واحدة من المدن الجميلة الواقعة عند الحافة الشرقية للجبال الساحلية، فتجمع بين سحر الجبل ومنظر السهل الأخضر والهضاب المتموجة. وتشتهر بقلعتها الأثرية ومناخها الرطب شتاء المعتدل صيفاً.
– وعلى أطراف سهل الغاب نشأت مدن منذ القدم حافظت على مكانتها وأصبحت مراكز مدنية في الوقت الحاضر مثل: محردة التي تبعد عن حماه نحو 25كم. والسقيلبية مركز منطقة سهل الغاب، والتي تقع إلى الشمال الغربي من محردة، ويعود تاريخها إلى العهد الآرامي.
وفي محافظة حماة مواقع اصطياف وتنزه عديدة أهمها:
– وادي العيون التي تقع في قلب الجبال الساحلية إلى الغرب من مصياف، والتي تشتهر بينابيعها العذبة، ومناخها الجميل صيفاً. وفيها العديد من أماكن الإقامة والتنزه والمطاعم الفخمة.
– كما يذكر نبع أبو قبيس على السفح الشرقي للجبال الساحلية إلى الشمال من مصياف، وما أقيم على واديه من مطاعم ومتنزهات.
– وكذلك شلالات اللقبة والقيرون وطاحونـة الحلاوة.
– المغائر الكارستية في محافظة حماة والتي من أهمها، مغارة كفر بهم بالقرب من حماه، ومغارة البيضا غربي
مصياف.
من اشهر معلم حماه :
النواعير
النواعير المخصصة لرفع مياه نهر العاصي هي الطابع المميز لمدينة حماة، وتعود إلى عصر الآراميين ثم تطورت في العصر الروماني، وهي تحمل صناديق خشبية على صفائح خشبية محمولة على أعصاب خشبية تتصل بمركز يدور حول محور بفعل مياه العاصي، وعندما تغطس الصناديق في الماء تحمل الماء إلى الأعلى لتسكبه في جدول فوق قناطر حجرية عالية تنقل الماء إلى أماكن مرتفعة
وهكذا تتألف الناعورة من القلب في مركز الدائرة. والصر وهي قطع خشبية حول القلب، والاعتاب وعددها ستة عشر في كل ناعورة ومن القيود الخشبية للربط والدائرتين. تتكون صناديق المياه من الرادين والقبون والمعدان. وتصنع الناعورة من خشب الجوز والتوت والحور والمشمش. ويبلغ عدد النواعير في مدينة حماه ست عشرة ناعورة من أشهرها البشرية الكبرى والصغرى والعثمانية الكبرى والصغرى ومن الجسرية والمأمورية والمؤيدية والكيلانه الباز والصابونية والمحمدية والقاق
مدن حماه :
وعلى بعد 23كم من مدينة حماه باتجاه الشمال الغربي تقع مدينة محردة وفيها آثار تعود إلى العصر اليوناني منها معبد قديم ذو أبواب وأعمدة حجرية بطراز كورنثي أصبح فيما بعد كنيسة.
ولقد تطورت المدينة بفضل المغتربين من أهلها.
يصل إليها خط سكة الحديد الواصل بين مصفاة حمص ومحطة توليد الكهرباء المقامة على سد محردة, وهذا السد يقع شمال محردة ب3كم وهو سد ركامي تخزيني تنظيمي لإرواء سهل الغاب وسهل العشارنة وهو أحد المشاريع الهامة على نهر العاصي.
بلغ طول السد 230م وعرضه في الأسفل 155م وتتشكل خلف السد بحيرة مساحتها القصوى 46كم2.
ويستفاد من السد بتنظيم عمليات الري وتوليد طاقة كهربائية 2500ك/ و/ س وهو مجهز بروافع للتحكم في تصريف مياه النهر.
وفي شمال مدينة حماة نزور السقيلبية.
السقيلبية
وهي مدينة ومركزها منطقة الغاب.
تقع في الجزء الجنوبي الشرقي من سهل الغاب, عند النهايات الغربية لمرتفع طار العلا، إلأى الشمال الغربي من مدينة حماة على بعد48كم.
تشرف غرباً على سهل الغاب.
إعمارها قديم بدلالة وجود تل أثري يرجع إلأى عصر الرومان يقوم في وسطها وعليه قلعة المدينة. ثم نمضي إلى قرقر.
سلمية
ثم نصل إلى سلمية وهي مدينة قديمة عرفت باسم سلاميس في العصر السلوقي وكانت من المدن السبع. وفي السلمية شواهد أثرية تعود إلى العصر البيزنطي وشواهد إسلامية أهمها مقام إسماعيل رضي الدين وصار مسجداً ، وفيها حمام روماني هو من أقدم الحمامات ويسمى حمام البنات تم ترميمه. كما يوجد فيها بقايا سور قلعة المدينة. وحول المدينة مقام الخضر وعدد من الأقنية القديمة أهمها قناة العاشق التي كانت تصل إلى أفاميا.
مصايف حماه :
إن موقع وادي العيون هو من أجمل المصايف، فأينما اتجهت تطالعك الينابيع والمقاصف والأشجار الوارفة الظلال، وتضيف الينابيع على هذه البلدة جاذبية خاصة وتعتمد هذه المنطقة على السياحة والاصطياف. ويقع وادي العيون على بعد 45كم عن مدينة حماة و 24كم من مصياف. وثمة موقع اصطيافي أخر هو أبو قبيس الذي يتميز بينابيعه الغزيرة والتي تشكل رافدا لبعض السدود. يبعد عن حماة 45كم.
ويعدّ أبو قبيس من أجمل الوديان تغطيه أشجار الصنوبر الثمري والسنديان الحراجي، وفي أعلى قمة الجبل الشرقي تقع قلعة أبو قبيس 550م.
والموقع الاصطيافي الثالث في حماة هو الوراقة قرب مصياف وهناك مواقع أخرى مثل طاحونة الحلاوة في منطقة الغاب وشلالات اللقبة الزاوي في مصياف.
ومن أشهر المباني الإسلامية القديمة في حماة
· جامع أبي الفداء
· جامع النوري
· خان رستم باشا
· خان أسعد باشا
· قصر العظم
· الحمامات
قصر العظم في حماة :
في أقصى الجناح الشرقي من حي الباشورة يقع قصر العظم على مسافة مئة متر من شارع ابي الفداء ويشرف القصر على نهر العاصي بقبته الحمراء السامقة، كما يشرف على المدينة وبخاصة قلعة حماة والجامع النوري وحمام السلطان وقاعة آل الكيلاني والزاوية الكيلانية.
أنشأ القصر الوالي أسعد باشا العظم منذ سنة 1740 مبتدئاً بالقاعة الكبرى التي تقع في الطابق العلوي، والاصطبل مع مستودع العلف في الطابق الأرضي. وفي عصر نصوح باشا العظم تحول القصر من بيت الوالي إلى بيت خاص بالحريم حرملك وأضاف إليه السلاملك عام 1780. ثم قام أحمد مؤيد باشا العظم عام 1824 فأنشأ قبواً ملحقاً بالإسطبل وشيد فوقه جناحاً مناظراً للقاعة الكبرى، كما أنشأ إيواناً بديعاً وعدة غرف وفسقية كبرى مثمنة الشكل في الطابق الأرضي من الحرملك، فضلاً عن حمام خاص بالقصر أطلق عليه اسم حمام المؤيدية. وهو مؤلف من ثلاثة أقسام، البراني والوسطاني والجواني.
واستمر القصر بملكية آل العظم حتى عام 1920 ثم أصبح منذ عام 1956 ملكاً للمديرية العامة للآثار والمتاحف، فجعلته مقراً لمتحف إقليمي في حماة لم يلبث أن نقل إلى مقره الجديد.
ويمتاز القصر بزخارفه الهندسية والنباتية والكتابية الموزعة على الأحجار والأخشاب، وبالشمسيات الجصية المخرمة. وبوفرة مواضيع الزخارف الخشبية في السقوف والمكتبات. وفي تنسيق المداميك والجدران بالأبلق. ويمتاز بتعدد الخيوط الزخرفية في نوافذ القصر. ويمتاز عن قصر العظم في دمشق بقبته السامقة التي تفرض نفسها على فضاء مدينة حماة.
الحمامات :
اشتهرت حماة بحماماتها ذات الطراز الشامي البديع مستمدة مياهها من نهر العاصي بواسطة النواعير. وقد اندثر معظمها ولم يبق منها إلى ثلاثة لا تزال تؤدي وظيفتها التقليدية وهي الأسعدية والدرويشية والسلطان.
قبل أن نصل إلى مدينة أفاميا الأثرية وعلى بعد 12كم من حماة شمالاً لا بد من زيارة موقع أثري هام يطلق عليه اسم حوارته، اشتهر بالفسيفساء المحفوظ في متحف دمشق ومتحف أفاميا. لقد تم الكشف في هذا الموقع ومنذ عام 1969 عن كنيستين بطراز البازيليك، الأولى كنيسة فوتيوس والثانية كنيسة ميخائيل وأطوال الكنيسة الأولى 26.5×15.6م وتحتها عثر على ثلاث سويات من ألواح الفسيفساء التي غطت الأرض خلال أحقاب ثلاث، وتعتبر هذه الفسيفساء من روائع الفن البيزنطي وتمثل مشاهد طيور وزخارف هندسية ونباتية، كما تمثل فسيفساء السوية الثانية مجموعة من الوحوش تطارد حيوانات برية. ومن خلال النصوص المكتشفة تبين أن هذه الكنيسة تعود إلى عام 484م مع ذكر اسم فوتيوس رئيس اساقفة أفاميا .
أما الكنيسة الصغرى وأطوالها 20.4×13.2م، فتغطي أرضها سوية واحدة من الفسيفساء ترقى إلى عام 487م وهي معروضة في متحف أفاميا، وتمثل جملة من الزخارف مع صورة السيد المسيح جالساً على كرسي محاط بالحيوانات والطيور والوحوش والأفاعي.
ويمكن الوصول إلى حوارته عن طريق قلعة المضيق.
وعلى الطريق مصياف – مشتى الحلو تقع قرية مريمين ولقد انتبهت الانظار إلى هذه القرية بعد اكتشاف اللوحة الفسيفسائية الكبيرة التي تمثل مجموعة من الموسيقيين والمحفوظة في متحف حماة. وتعود هذه اللوحة الشهيرة والمتميزة إلى نهاية القرن الرابع. وأبعادها 5.35×4.25م. وتمثل ست صبايا وطفلين وقد بدت الوجوه واضحة وجهية، وتعزف الصبايا على آلات موسيقية مختلفة كما لو كانت جوقة موسقية مؤلفة من عازفات وكورس مؤلف من منشدات ومنشدين من الأطفال، وقد بدت إحداهن كما لو كانت قائدة الجوقة وإلى جانبها عازفة على قيثارة، ثم عازفة على الصنجات، وثالثة عازفة على الأرغن ذي المزامير الضخمة، وخلفها وقفت المنشدات إلى جانب طفلين.
تمتاز هذه اللوحة بقوة التأليف ودقة التشبيه ووضوح البيان، فهي فرقة متكاملة تقدم برنامجا موسيقيا متكاملا أمام جمهور يهتم أعضاء الجوقة بارضائه.
وعلى الطريق مصياف – مشتى الحلو تقع قرية مريمين ولقد انتبهت الانظار إلى هذه القرية بعد اكتشاف اللوحة الفسيفسائية الكبيرة التي تمثل مجموعة من الموسيقيين والمحفوظة في متحف حماة. وتعود هذه اللوحة الشهيرة والمتميزة إلى نهاية القرن الرابع. وأبعادها 5.35×4.25م. وتمثل ست صبايا وطفلين وقد بدت الوجوه واضحة وجهية، وتعزف الصبايا على آلات موسيقية مختلفة كما لو كانت جوقة موسقية مؤلفة من عازفات وكورس مؤلف من منشدات ومنشدين من الأطفال، وقد بدت إحداهن كما لو كانت قائدة الجوقة وإلى جانبها عازفة على قيثارة، ثم عازفة على الصنجات، وثالثة عازفة على الأرغن ذي المزامير الضخمة، وخلفها وقفت المنشدات إلى جانب طفلين.
تمتاز هذه اللوحة بقوة التأليف ودقة التشبيه ووضوح البيان، فهي فرقة متكاملة تقدم برنامجا موسيقيا متكاملا أمام جمهور يهتم أعضاء الجوقة بارضائه.
افاميا :
تقع افاميا في مفترق الطرق بين حلب واللاذقية ودمشق، وهي تتبع قرية قلعة المضيق اليوم على Epiphamia .ولكن العالم تومسون استطاع أن يعرفنا على المدينة وعلى خصائصها المعمارية والتاريخية. ثم قامت البعثة البلجيكية منذ عام 1930 بحفريات منتظمة في الشارعين الرئيسين للمدينة واستمرت حتى عام 1938 بإدارة مايانس ولاغوست، وقد استطاعت البعثة أن تضع مخططا للمدينة فيه بعض الآثار من العصرين الروماني والبيزنطي. ولقد أقيم في الصالات الجامعية في لوفان نموذج لعمارة افاميا. ومنذ عام 1965 أعيد التنقيب في افاميا ومازال مستمراً حتى اليوم برئاسة السيد بالتي الأثري البلجيكي
افاميا اسم لحاضرة سورية قديمةانشأها سليقوس نيكاتور واطلق عليه اسم زوجته أباميا، ولكن تاريخها يعود إلى العصور الحجرية القديمة فيما قبل التاريخ، ولقد تأكد ذلك خلال الحفريات التي تمت عام 1968 في القسم الغربي من السور.
وهذه الحفريات ساعدتنا في العثور على بعض القطع التي تعود إلى العصر الحجري الحديث.
ويذكر الجغرافي سترابون Strabon : أن افاميا كانت زمن سلوقس نيكاتور حصناً منيعاً يحتفظ فيه بخمسمائة من الفيلة وبالجزء الأكبر من جيشه، وكذلك فعل خلفاؤه من بعده.
لمدينة افاميا مخطط يشبه الشطرنج، يخترقها شارع رئيسي من الشمال إلى الجنوب بطول 1850م وعرضه 37.5م، وقد أقيمت على جانبيه كما على جانبي الشارع الذي يتقاطع معه أهم المباني العامة من حمامات وقصور ومعابد وأسواق تجارية ومسارح وغيرها، ومن الجدير بالذكر أن مسرح افاميا يعد أكبر مسرح في العصر الروماني ومن المعتقد انه يعود إلى العصر السلوقي. وقد دمرت الزلازل التي اجتاحت المنطقة بين عامي 1157م-1170م مدينة افاميا تدميراً كاملاً. قامت عدة بعثات أثرية منذ ثلاثينات هذا القرن وحتى يومنا هذا بالاشتراك مع المديرية العامة للآثار والمتاحف في إجراء التنقيبات الأثرية، كما اضطلعت أيضاً بمهمة ترميم هذا الموقع البالغ الأهمية، فضلاً عن تأسيس متحف للفسيفساء وللمكتشفات الأثرية الأخرى، كما تم ترميم خانها وتحويله إلى متحف هام، وكذلك تم ترميم الطاحونة والجامع اللذين يرقيان إلى العصر العثماني، كما وأعيد بناء العديد من أعمدتها في الشارع الرئيسي وفي أحد البيوت البيزنطية. وفي حملة مكثفة حشدت لها آليات كثيرة قمنا بالكشف عن ما يزيد على خمسة كيلومترات من أسوار هذه المدينة مع أبراجها المربعة الشكل. ولوحظ أن الأقسام السفلية من هذه الأسوار ترقى للعصر الهلنستي، فيما تقترب من الخان وعلى بعد لا يتجاوز المائة متر
تحف بهذا الخان من جوانبه الأربعة قاعات وغرف واسعة، ويقع مدخله في ضلعه الشمالي وهو مدخل واسع على جانبيه منصتان حجريتان، ويكتنف هذا المدخل من جانبيه غرفتان عن يمين وشمال تنفتحان على باحة الخان، وأهم أجزاء هذا الخان جناحان طويلان ورائعان ينبثقان من الغرفتين الواقعتين على جانبي المدخل الرئيسي، وهما الجناح الشرقي والجناح الغربي.
إن جميع قاعات الخان وغرفه مبنية بالحجارة الكبيرة ومسقوفة بأقبية برميلية الشكل تحملها عقود حجرية نصف دائرية. ماعدا نقطة تقاطع الجناح الجنوبي الغربي فانها مغطاة بقبو متقاطع، وتوجد في جميع غرف هذا الخان وأجنحته مواقد كثيرة، تتقدمها مصاطب عريضة كان الحجاج والمسافرون يستعملونها للنوم، وتختص كل مجموعة أو عائلة بموقد من هذه المواقد تطبخ فيه طيلة مدة إقامتها، ويواجه هذه المصاطب في الجهة الثانية كوى تنفتح كل منها على الباحة الخارجية
الإنتاج النباتي :
تشتهر محافظة حماة بأنها منطقة زراعية ذات غلال وفيرة وجيدة،وتتميز بسهولها الممتدة وبيئتها النظيفة.
تبلغ مساحة الأراضي المزروعة 368 ألف هكتار (145ألف هكتار أراضي مروية و 223ألف هكتار أراضي بعلية). وتبلغ مساحة الغابات الحراجية 76 ألف هكتار.
معدل هطول الأمطار السنوي أكثر من 1000ملم في الجبال و 450ملم في السهول الغربية و300 ملم في السهول الوسطى والشرقية.
أهم سهول المحافظة
سهل الغاب.
سهل العشارنة.
سهول وادي العاصي (الأزوار) المتوضعة حول مجرى نهر العاصي .
أهم المحاصيل والثمار
الشوندر السكري بإنتاج سنوي 690ألف طن ويمثل 46%من إنتاج سورية.
البطاطا بإنتاج سنوي 159ألف طن ويمثل 31%من إنتاج سورية.
الفستق الحلبي بإنتاج سنوي 29ألف طن ويمثل 55%من إنتاج سورية.
يبلغ إجمالي الإنتاج السنوي من الأشجار المثمرة 121الف طن من الثمار.
كما تنتج المحافظة الكثير من القمح والقطن والخضار والفواكه .
سهل الغاب
من أغنى السهول وأخصبها في سورية وهو سهل ممتد ومتواصل بمساحة 80ألف هكتار .
يتميز بأمطاره الجيدة وأراضيه المروية وإنتاج الغلال الوفيرة من المحاصيل ،الخضار،الثمار وتتواجد فيه أفضل
قطعان الأبقار.
تضم المحافظة معامل متميزة في تصنيع الحبوب وأغذية الأطفال والعديد من معامل الزيوت النباتية وزيت الزيتون البكر،ومعامل لإنتاج السكر والغزل وتجفيف البصل.
تهيئ المنتجات الزراعية الوفيرة أرضية جيدة للاستثمار،في مجال تصنيع المحاصيل الزراعية ،وفي تصنيف وخزن
وتسويق الخضار والفواكه
الإنتاج الحيواني :
اللحوم والأجبان الجيدة مقترنة مع اسم حماة.
نتيجة موقعها المتوسط وقربها من بادية الشام مع وجود مراعي واسعة تضم ثروة كبيرة من قطعان الأغنام ،فقد اشتهرت حماة بلحومها الجيدة وبمنتجات الألبان والأجبان التي يقبل على شرائها السوريون لجودتها وتميزها ويعتبر اسم حماة الذي يترافق مع أسماء المنتجات الحيوانية عاملاً هاماً لترويج هذه البضائع.
تضم المحافظة 1.5مليون رأس من الأغنام و80 ألف رأس من الأبقار وحوالي 90 ألف رأس من الماعز.
وأهم صادرات المحافظة الحيوانية الأغنام والمواشي وقد بلغ ما تم تصد يره منها في عام 2003 ما قيمته 11مليار ليرة سورية (183 مليون يورو) بالإضافة إلى منتجات الألبان والأجبان .
الوفرة في الإنتاج الحيواني جعل من حماة مركزاً لمؤسسات الخدمات الحيوانية مثل المؤسسة العامة للأبقار وكلية
الطب البيطري بالإضافة لمراكز بحوث التحسين الوراثي للأغنام.
نظرا لشهرة المحافظة بمنتجات الألبان من الغنم والأبقار ،تأسست في المحافظة العديد من منشآت تربية الأبقار الفريزيان المنتجة للحليب، ومنشآت تصنيع الأجبان والألبان ،والأرضية مهيأة لمزيد من منشآت تربية الأغنام والأبقار وتصنيع المنتجات الحيوانية من اللحوم والألبان والجلود ومعامل الأعلاف
أجبان حماة :
كافة أنواع الأجبان المتميزة تنتج في حماة من الجبن العكاوي (الذي تشتهر فيه) إلى الجبن المشلل بأنواعه المرغوبة
في الدول العربية والأجنبية إضافة إلى الأجبان التي تدخل في صناعة الحلويات والمعجنات.
قلاع حماه :
قلعة حماة
هي من أهم المعالم القديمة:وهي تل صنعي يقع في الجزء الأوسط الشمالي من المدينة الحالية على الضفة اليمنى للنهر، وقد دلّت التنقيبات على وجود 13 طبقة فيها، أقدمها من الألف الخامس قبل الميلاد، وأحدثها من العصر المملوكي، ودلت المكتشفات في وسطها وجنوبها على مدى تقدم المدينة العمراني والصناعي ، وقد حصنها الحثيون وأقاموا فيها أبراجاً في منتصف الألف الثاني قبل الميلاد، وزاد الآراميون في تحصينها بعد ذلك، وكان يحيط بالقلعة خندق يستمد مياهه من العاصي ليزيدها قوة ومنعة، وقد وجد فيها درج على كل من جانبيه أسد ومذبح من حجر البازلت، كما عثر فيها على لقى كثيرة جرار وحلي تمثل الحضارات المختلفة التي تعاقبت عليها عرضت في متحفي حماة وحلب.
قلعة شيزر :
على بعد 25كم من حماة تقع قلعة شيزر إلى الشمال الغربي، كما تبعد 3كم من مدينة محردة.
ولقد عرفت باسم شيزر ثم اسم لاريسا وكان العرب يطلقون عليها اسم شيزر منذ قبل الإسلام، نراه في قصيدة امرئ القيس.
وتتربع القلعة فوق نتوء صخري يسمى عرف الديك. تعرضت لاحتلال البيزنطيين، واستخلصها بنو منقذ أخيراً وظلت بأيديهم حتى عام 1157م إذ أصابها زلزال عنيف امتد إلى مدن أخرى.
وفي عصر نور الدين تم ترميم القلعة
دلّت التنقيبات الأثرية في القلعة على وجود سور منيع ذي جذور عميقة ومتينة إضافة لبرجين يطلق على أحدهما اسم برج البردويل. وهناك أيضاً حمام روماني كبير ومقابر حول القلعة ويؤدي إلى مدخلها جسر ضخم ذو أبراج، ولموقعها أهمية استراتيجية عبر التاريخ.
قلعة مصياف:
نعود إلى حماة لنمضي إلى مصياف التي تقع على بعد 40كم جنوب غرب حماة وأبرز معالمها الأثرية قلعة مصياف . ويحيط بالمدينة سور قديم له أربعة أبواب، وضمن السور جامع السوق وكان كنيسة بيزنطية. وحول مصياف أطلال أثرية تعود إلى قلاع دير الشميل واللقبة لاكوبا وأبو قبيس وقصر حدد.
شيدت القلعة فوق مرتفع صخري مهيمن على المدينة، وينتهي عند القلعة سور المدينة القديمة، كانت لبني مرداس ثم لبني منقذ ثم استولى عليها المغول وحررها السلطان بيبرس 1270.
وتبدو القلعة كبرج ضخم تنحدر البيوت الحديثة على سفح منه، وفي الطرف الآخر الخالي من البيوت تكسو سفحه أشجار وبساتين التين والرمان واللوز والتوت، مدخلها حصين بين برجين مربعين يعلوه مكان الحراس مع فتحات الرمي، وما زال هذا القسم من البناء في حالة جيدة. وفي الداخل مازالت بعض الأعمدة التي تحمل على الاعتقاد أن هذه القلعة أنشئت فوق أنقاض قلعة سالفة
قلعة شماميس:
إذا سرنا شرقاً من مدينة حماة وعلى مسافة 32كم نصل إلى قلعة شميميس التي تقع على بعد 4كم من السلمية إلى الشمال الغربي.
وهي قلعة عربية تم ترميمها في القرن الثاني عشر ويحيطها خندق محفور في كتلة من الحمم البركانية ولها سور
دائري
قلعة المضيق :
وهي قلعة أثرية تقع فوق تل كان مأهولاً منذ الألف الخامس ق.م. وتطل على سهل الغاب فتحها العرب مع مدينة افاميا صلحاً عام 638م. وتمكن الصليبيون عام 1106 من الاستيلاء عليها واسترجعها نور الدين عام 1149م، وأعاد بناءها. وبعد الأيوبيين دخلت تحت حكم المماليك. وفيها جمع الملك الظاهر بيبرس عام 1267م جيوشه لاستعادة انطاكية
بنيت أسوار القلعة وأبراجها وعقودها بأسلوب معماري عربي، والمرجح أن أسوار القلعة وأبراجها الحالية حلت محل القلعة العباسية التي دمرها زلزال عام 1157م.وتحمل بعض الأبراج أسم الملك الظاهر غازي بن صلاح الدين صاحب حلب 1207م.
التعليقات